قصة الناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة الهندية عام 2020.. الحياة منحتني فرصة جديدة وسلبت مني السعادة

الناجي الوحيد من تحطم طائرة هندية، في قصة تثير مشاعر التعاطف، يروي تفاصيل صادمة عن معاناته عقب فقدانه أفراد عائلته وفقدان الإحساس بالسعادة بالرغم من نجاته، تأتي هذه الحادثة المؤلمة لتسلط الضوء على التأثير النفسي العميق الذي يتركه فقدان أحبابك وبقاءك وحيداً بعد الكوارث الجوية.

تفاصيل مأساوية، نجا من الحطام وفقد عائلته

شهدت الهند في منتصف العام حادثة تحطم مروعة لطائرة بوينج 787 دريملاينر تابعة للخطوط الجوية الهندية، حيث تحطمت الرحلة AI171 بعد 11 ثانية فقط من إقلاعها في 12 يونيو بمدينة أحمد آباد بغرب الهند، وأسفر الحادث عن مصرع 260 شخصًا، منهم 53 بريطانيًا، وكذلك فقد 19 شخصًا حياتهم على الأرض، ووسط كل هذا الدمار، بقي فيشواش كومار راميش، رجل الأعمال البالغ من العمر 39 عامًا، هو الناجي الوحيد من الحادث المأساوي.

معاناة نفسية شديدة، الحياة بلا سعادة

في لقاء خاص مع صحيفة “تليجراف” البريطانية، تحدث راميش عن اضطراباته النفسية اليومية، موضحًا أنه أصيب بانهيار عصبي، وأصبح يجد صعوبة كبيرة في مغادرة غرفته بسبب الذكريات المؤلمة، وأكد قائلاً: “لقد مُنحت الحياة، لكنني فقدت كل سعادتي، عائلتي دُمرت بالكامل”، وأضاف أن فقدان شقيقه ترك فراغاً هائلاً في حياته، وغيّر من نمط علاقاته الأسرية والاجتماعية تمامًا.

نجاة أعجوبة من الموت

راميش كان يجلس في المقعد 11A داخل الطائرة، وعندما وقع الحادث المروع، استطاع الزحف خارج الحطام من فتحة انفصلت عن جسم الطائرة قبل انفجارها، وظهرت صوره في مقاطع فيديو انتشرت حول العالم، وهو يترنح حافي القدمين مغطى بالدماء وسط الركام، ولم يكن يصدق أنه الناجي الوحيد وسط هذا الدمار الشامل، فقد فقد بجانبه شقيقه وكل رفقائه، وتُعد هذه التجربة من أصعب الأحداث التي يمكن لإنسان أن يعيشها.

تأثير الحادث المستمر على حياته

في الشهور التالية للحادث، أكد راميش أنه يعاني من ذكريات الماضي بشكل متكرر، قائلاً إنه لا يتمكن من النوم سوى ثلاث إلى أربع ساعات يومياً، وفي كل مرة تعود تفاصيل الحادث لذهنه، يشعر بالألم النفسي الشديد الذي يعجز عن وصفه أو البوح به لأقرب أفراد عائلته، موضحًا أن والداه وشقيقه الأصغر انهاروا نفسيًا وجسديًا مثله تمامًا، حتى الحديث عن الحادث أصبح مستحيلاً بالنسبة للجميع.

دعم رمزي وذكريات لا تندمل

حرص راميش خلال ظهوره الإعلامي النادر على ارتداء قبعة تحمل شعار نيويورك يانكيز، وفاءً لشقيقه أجاي الذي كان يرتدي قبعة مماثلة يوم الحادث، معبرًا عن مدى تأثير الفقدان في حياته، وأكد أنه ينعزل داخل غرفته معظم الوقت ولا يحب التحدث مع أحد، مشيرًا إلى أنه يكافح يوميًا لمواجهة الألم النفسي الذي يلاحقه، لكن ذكريات العائلة المدمرة في كل مكان حوله تظل تلاحقه دون رحمة.

ما التأثير النفسي لبقاء شخص وحيد على قيد الحياة بعد حادث كارثي؟

يُعد الناجي الوحيد من الحوادث الكارثية معرضًا لمشكلات نفسية عميقة، أبرزها:

• الشعور بالذنب: إذ يبقى بين تساؤلات: لماذا بقيت أنا فقط؟
• الاكتئاب الحاد: نتيجة لفقدان أشخاص أعزاء وانهيار الروابط الأسرية.
• اضطرابات ما بعد الصدمة: مثل القلق والنوم المضطرب واستعادة الذكريات المؤلمة.
• الانعزال الاجتماعي: فقدان الرغبة في التحدث أو المشاركة المجتمعية.

كيف يمكن للناجي التعامل مع الصدمة؟

يتطلب التعامل مع الصدمة بعد الكوارث خطوات محددة لتحقيق التوازن النفسي والمعنوي:

1. زيارة مختص نفسي لمتابعة الحالة وتقديم الدعم اللازم.
2. الانخراط في مجموعات دعم لأشخاص مروا بتجارب مماثلة.
3. محاولة استعادة الأنشطة والهوايات اليومية تدريجياً.
4. اعتماد نظام نوم وغذاء صحي للسيطرة على القلق والتوتر.
5. التعبير عن المشاعر وعدم كتمانها مع المقربين.

هل يمكن تجاوز الألم النفسي بعد فقدان الأحبة؟

تظل الذكريات عالقة ويصعب نسيانها، لكن الدعم النفسي المستمر، مع محاولات التفاعل الاجتماعي وتلقي العلاج، يمكن أن يساعد بعض الأفراد في استعادة جزء ولو بسيط من التوازن، خاصة في مثل هذه الحوادث المؤلمة التي تخلف آثارًا طويلة الأمد على جميع أفراد الأسرة.

تستمر معاناة فيشواش كومار راميش، الناجي الوحيد من تحطم طائرة إير انديا، كدليل حي على قسوة الفقدان وعناده، متمنين له ولكل المتضررين الصبر والقوة لتخطي آثار الكارثة، وحرصت بوابة مصر على رصد هذه القصة الإنسانية لتسليط الضوء على معاناة الناجين النفسيين وما يحتاجونه من رعاية واهتمام.